يسرنا دعوتكم لحضور معرض "فروسية الألوان" للفنان حسين هاشم التاريخ: 28-12-2024 (السبت) الوقت: 5:00 مساءً المكان: بغداد - المنصور - مركز الاطرقچي للفنون

اخبار الفن

المطابقة والاختلاف في الفن التشكيلي المعاصر (قيس عيسى)

يتبادر سؤال في ذهن أي مُتَلقنٍ للاعمال الفنية الحديثة والمُعاصرة وهو ( لماذا الفنان يرسم أشياء لا تفهم، أو لماذا لا يرسم الأشياء كما تبدو في الواقع فحسب؟ ) وذلك يرجع إلى الفجوة المعرفية والجمالية التي نشأة بسبب ضعف الذائقة وقلة المتاحف وصالات العرض وضعف شغف الاقتناء للاعمال الفنية. قياساً بشغف الناس للأطعمة والالبسة والترفيه....

الجواب : غالباً يلجئ الفنان لصنع بدائلاً للصور الواقعية لخلق كوناً موازياً للكون الطبيعي مُتمثلاً بالنتاج الفني. فتكون مهمة الفنان عسيرة (على سبيل المثال) تتمثلُ في تحوير الجسد وصولاً به بأبعاد تشكيلية تتجاوز الشكل المادي الواقعي. فيجعل منه الفنان شكلاً مُبتكراً مُتخيلاً بعيداً عن تعالقات الواقع.

وهذا يحتاج إلى جهد كبير وفكر مُتَوقد لتحقيق الاتقان ومسك روح الشكل. فيحتكمُ الفنان إلى ضرورة التشكيل أكثر من قوانين الواقع المادي. فيكون التشكيل أكثر تحرراً من القيود الطبيعية فتظهر الاشكال الجديدة كأنها ولاداتٍ بكرٍ أبتدعها الفنان تكمن قيمتُها في فرادتها التكوينية وفي وسائطها المادية.

عندها، الفنان لا يعير أهمية إلى صورة الجسد البشري الواقعي، وإنما ضرورات التشكيل تُزيحُ كل الثوابت البصرية للشكل الإنساني، فتكون الإشارة أليه لكن ليس كما في الواقع. لان المطلوب صناعة مُتخيلٍ وصورة للجسد جديدة، والانعتاق من جماليات الجسد العضوي كحالة منسوخة. فيكون المُتخيل الجديد كما صوت الموسيقى لا يشبه او يتطابق مع أصوات الواقع الحسي. وكذلك إن مفهوم الجسد في الفن المعاصر بعيداً تماماً عن المُطابقة والتمثيل. كما ان الفنان يريد ان يمسك بروح الجسد وليس الجسد كمادة فيزيائية بل تسليط الضوء على أثر الاحداث على تلك الروح الكامنة فيه.

د. قيس عيسى

فنان تشكيلي وناقد من العراق