يسرنا دعوتكم لحضور معرض "فروسية الألوان" للفنان حسين هاشم التاريخ: 28-12-2024 (السبت) الوقت: 5:00 مساءً المكان: بغداد - المنصور - مركز الاطرقچي للفنون

اخبار الفن

ايكولوجيا المكان وأثرها في التجارب الفنية

ان للمكان أثر وفاعلية كبيرة في تأسيس شبكة من العلاقات والقيم الفكرية التي تربط الانسان بالمحيط الاجتماعي . وبشكل آخر يحدد ويشكل انتماءً وهوية الفنان وصورة المكان المعاش فيه . فالايكولوجيا عالم مرابط لفضاء الفنان الحيوي وتعلقه بالاشياء , بل يتعدى اكثر من ذلك ويعتبرها قضية وجودية , فلربما تعشق بعض الاشياء الحيوية كحب الاب او الام او فتاة او كائنات اخرى كالقط او الكلب او الطير الخ من الكائنات الحيوية هذا اولاً كذلك المادية كالدمية او عمل فني او فرشاة او بايب , او قميص او طاولة ...الخ من تلك الاشياء التي ترتبط بالفنان او الانسان العادي , فيكون الفضاء محمل بتلك الاشياء في تحاذي وعي الفنان وتسكن الذهنية وتستبطن الذات , فيكون النتاج الفني وفق تلك الصور المشاركة بمشاعر وانفعال الفنان اثناء تأدية مراسيم العمل الفني , لذا تكون الأيكولوجيا ببعدها الفلسفي هي بوابة الحلم البيئي والعيش بالممكن والغير الممكن لتكون واقعاً سحرياً انشده , فاعمالي تعكس صور الأمكنة المعاشه وأشيائها الحيوية والمادية التي أثرت في مخيلتي الفنية من اجل خلق عوالم لها وجود سحري . فقد تم انجاز تلك الاعمال ببناء الموضوعة وبشكل متخيل ببنية أيكولوجية ( أنا / الاشياء) لتأخذ مخيلتنا فيها بشكل أعمق وابعد ,فالأسلوب المعتمد في تناول تلك الموضوعات تتحدد فيها صورة المكان بمفهومه الايكولوجي , عشق التعلق بخيوط لاتدرك الاّ بصناعة تلك اللحظة الجديدة التي تفتح سبيلا للسعادة لبُعدي الذاتي المتأصل في ذاكرة المكان , فينتابني الشعور العاطفي ليعود بي الى ذاكرة تستدعي فيها ذاتي حضور الآخر ذلك المكان الذي أُريد ان أكون فيه انه المكان الذي مارسنا فيه احلام يقضتنا , وتشكّل فيه خيالنا.

فذاتي تسعى الى الامتداد بتأسيس هندسة الزمان بنسق من العلاقات فاحاول اعادة بناء الواقع المزال والمنسي , بانستلوجيا المكان الذي لايمحى صورته غبار الزمان لدىّ. فأسلوب تعاملي مع طبيعة المكان يبدو بسيطا ومختزلا للتفاصيل ولكنه في ذات الوقت صعباً ومتفرداً, فكل الاشكال من الطاولة والبايب والشرفات والسجاد والجدران والشبابيك والمزهريات والقطط والطيور والفاكهة, وأسّرة وغرف اللقاءات العشقية....الخ موضوعات رسمتها كانت تحمل بين طياتها نكهة الزمان المعاش ونكهة المكان بسمته العراقية القديم العالق بذاكرتي ...فلا غرابة بعد ذلك ان يكون الحس العالي بلحظة الرسم والتعاشق مع المكان بمفهومه الايكولوجي وسطوه الابعاد القصية للطبيعة محوراً مهما تابعته بشغف كبير لايمكن تناسيه او تجاوزه دون التعامل مع ثيمة المكان بصفته موردا لثراء الذات والاتزان النفسي , فضلا عن الثراء للوني والتقني في كل عمل أمارسه على مدى حياتي الفنية.