يسرنا دعوتكم لحضور معرض "فروسية الألوان" للفنان حسين هاشم التاريخ: 28-12-2024 (السبت) الوقت: 5:00 مساءً المكان: بغداد - المنصور - مركز الاطرقچي للفنون
اخبار الفن
تجارية الفن
بعض التجارب "المحاكاة فيها ليست حرة، ولا تستدعي لدينا أي تدريب قوي للحواس".
إن الرسومات التجارية والفن الهزيل لا يمكن أن تكون لها القيمة نفسها للفن الخالص؛ لأنها، وهي تحاول أن تعادل الواقع الخارجي، تلجأ إلى تكرار الصيغ الثابتة نفسها (الكليشات) للحياة العملية. وهي الصور التي كُونت سلفاً بحيث تلقى قبولاً اجتماعياً... ومثل هذه الصور لا تزودنا بالهزة القوية التي يزودنا بها تعرّفنا من جديد على تنوع الأشياء واستقلالها. فلا ندرك هذه الصور إلا كرموز تقليدية؛ لأن المحاكاة فيها ليست حرة، بل موت بطيء يُودي بحياة مستخدميها، ليصبح كالجدار فاقد الشعور مجرد شاهد. فالفن الحي فن يحاكي العقل، يحاكي الوجدان، يترجم الأحاسيس، يلاطفها، يناغمها، يُترجم، لا يُشابه. وإن أهم فرق بين متعة الفن الحقيقي وبين المتعة التجارية يتمثل في مكان ما هنا، في إحدى زوايا العقل، أو في إحدى زوايا الوجدان. فالأمر متعلق بهذيان عاشق يبحث عن تأكيد خطابه، ويترجم قراءات سابقة لأوانها، وحوارات مع شبح لا يمكن أن نعثر عليه، بل هو حوار أعمق من ذلك، (هذيان عقل مجتث) بمعنى من المعاني. وقد ظهر في الفترة الأخيرة (فن مبطن) مسخ يتغزل بالمال والسلع الرخيصة، حسب قول بعضهم ( خل نأكل خبزة ). أستطيع أن أسميه (مجد السرقات) مع توافق الوعي المتدني والذائقة الزائفة، متناسين حضارة عمرها آلاف السنين، والعقل العراقي، البابلي، والأكدي، والسومري، والآشوري. والغريب في الأمر أن أساتذة الفن تجامل تلك التجارب الرخيصة، ولا تستدعي لدينا أي تدريب قوي للحواس. نقل عن تجارب الآخرين وسرقة مجهودهم؛ مما يؤدي إلى فن رخيص، وتجارب مضروبة.
إن الأعمال ذات المدّ التجاري تترك لدى المتلقي حالة من السلبية والمتع الرخيصة دون أن يشعر، وقد تُخضع عقله ومشاعره لتلك الحالة. في حين أن المتعة الفنية الجادة لها نشاط إيجابي استفزازي، يزيد من فهمنا للواقع.




اشترك معنا
تابعونا
تواصلو معنا
+964 781 500 0777
زورونا
بغداد / المنصور / مجاور بابل مول / الأطرقجي للفنون
@atrakchi_art